لقد أثار مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد جدلًا واسعًا بين الآباء والأمهات بشأن تعديلات رؤية واستضافة الأطفال بعد الطلاق، فما هي نصوص وتعديلات قانون رؤية الأطفال الجديد والعقوبات المترتبة على التهاون في حقوق الطفل، وكيف اقتضى المشروع الجديد بتقديم مصلحة الطفل ؟
في هذا المقال
تعديلات قانون رؤية الأطفال الجديد
نص قانون الرؤية المصري الجديد على زيادة عدد ساعات رؤية الطفل أسبوعيًا طبقًا للشروط التالية:
- عدد ساعات استضافة الطفل من 8-12 ساعة أسبوعيًا، على أن تتم الرؤية نهارًا بين الثامنة صباحًا وحتى العاشرة مساءً
- لا يجوز الجمع بين الرؤية والاستضافة في أسبوع واحد، و سنوضح لكم شروط الاستضافة بالتفصيل في الفقرة التالية
- لا يشترط حضور الحاضن بنفسه، بل يمكن إتمام الإجراء في حضور من ينوب عنه ويكون الطفل في مأمن معه.
- تتم الرؤية في مكان مناسب للطفل ولا يسبب له أي إيذاء نفسي، وإذا لم يرغب في الذهاب إلى منزل المستضيف يتم
الاتفاق على مكان عام آمن، مثل أحد النوادي الاجتماعية أو الحدائق العامة. - تتم الرؤية إلكترونيًا في حالة السفر، حيث يقوم الحاضن بمساعدة الطفل على التواصل مع والده إلكترونيًا من خلال أحد وسائل التواصل الإلكتروني المرئية.
قانون الاستضافة الجديد 2021
امتدت تعديلات قانون رؤية الأطفال الجديد لتشمل عدة بنود بشأن استضافة الطفل للمبيت، ومزامنة توقيت الاستضافة والرؤية كالتالي:
- تنص تعديلات الاستضافة على مبيت الطفل لمدة يومين شهريًا أو سبعة أيام متصلة سنويًا
- لا تقبل طلبات استضافة الطفل إلا بعد بلوغ سن الخامسة، ويشترط أن يكون الطفل بحالة صحية جيدة
- يجب أن يوفر المستضيف للطفل مبيت مناسب، وأن يتقبل الطفل المبيت في منزل المستضيف
- لا يجوز تنفيذ طلب الاستضافة قهرًا عن الطفل، وإذا رفض الطفل ذلك يتحول القرار إلى الرؤية
- يجرم القانون سفر الطفل في وقت الاستضافة دون موافقة الحاضن وذلك لحماية الأطفال من السفر والخطف
عقوبات قانون رؤية الأطفال الجديد
لم تقتصر التعديلات على تغيير عدد ساعات الرؤية أو ظروف الاستضافة فقط، بل شدد المُشرع عقوبة كل من يتعمد إيذاء الطفل نفسيًا أو يحاول استغلاله للضغط على الطرف الآخر، ومن أهم بنود قانون الأحوال الشخصية الجديد الخاصة برؤية أو استضافة الصغار:
- يتم تغريم كل حاضن يمتنع عن تنفيذ طلب الرؤية أو الاستضافة دون عذر مقبول، على ألا تقل الغرامة المالية عن آلف جنيه ولا تزيد عن خمسة آلاف جنيه، ويتم مضاعفة الغرامة في حالة تعنت الحاضن ورفض تمكن الطرف الآخر من رؤية الصغير.
- يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن ستة أشهر كل من يتعمد تأخير تسليم الطفل إلى الحاضن بعد الاستضافة أو الرؤية، أو محاولة تغيير اسم المحضون أو الحاضن في المستندات الرسمية أو السفر بالطفل خارج البلاد دون موافقة موثقة من الحاضن.
- يمنع تمامًا تنفيذ حكم الرؤية أو الاستضافة دون موافقة الحاضن، بل يتم اللجوء للقضاء لرفع دعوى لرؤية الصغير، وحال ثبوت تعمد الحاضن ضوابط القانون يتم نقل حضانة الطفل إلى من يلي الحاضن في الأحقية لمدة شهرين على الأقل.
متى يسقط حق الرؤية للاب ؟
كان الهدف الأول من تعديلات قانون رؤية الأطفال الجديد هو الموازنة بين حقوق وواجبات كلا من الطرفين تجاه الطفل، والحفاظ على صحته النفسية ومنع استغلاله في الخلافات الأسرية، ولكن هناك بعض الحالات التي يقتضي فيها قانون الأحوال الشخصية بمنع رؤية الأب للصغير.
يحرم الأب من رؤية أو استضافة الطفل لمدة لا تتجاوز شهرين إذا تخلف عن رؤية الطفل ثلاثة مرات متتالية دون عذر مقبول، منعًا للضرر النفسي للطفل، وكذلك إذا امتنع عن دفع نفقة الصغير، أو تسبب في أي إيذاء نفسي أو جسدي للطفل أثناء الرؤية او الاستضافة للمبيت.
دعوى رؤية الأطفال في قانون الأحوال الشخصية
إذا لم يتمكن الطرف الآخر سواء الأب أو الأم من رؤية طفله وديًا ضمن الشروط والضوابط التي شرعها قانون الرؤية، فيحق له اللجوء للقضاء ورفع دعوى الرؤية أمام محكمة الأسرة لتمكينه من رؤية الطفل بحكم قانوني.
تبدأ إجراءات دعوى الرؤية طبقًا لـ قانون رؤية الأطفال الجديد بتقديم طلب تسوية في مكتب المنازعات الأسرية للمطالبة برؤية الطفل، وخلال 15 يومًا يتم تحديد ميعاد جلسة فض النزاع وإعلام الطرفين به، لمناقشة الدعوى ومحاولة فض إشكالية الرؤية والاستضافة.
في حالة تخلف الحاضن عن حضور الجلسة، أو رفض الحلول الودية، يتم رفع الأمر إلى رئيس محكمة الأسرة كي يتمكن الطالب من الحصول على حكم قضائي واجب النفاذ يقتضي برؤية الطفل ويحدد الوقت والزمان والمكان أيضًا، وإثبات الرؤية في السجل المخصص لذلك.
وعند امتناع الحاضن عن تنفيذ الحكم دون عذر تقبله هيئة المحكمة، يحق للطالب رفع دعوى للمطالبة بإسقاط الحضانة والحصول على تعويض مادي ومعنوي نظير حرمانه من رؤية طفله، أو رفع جنحة بموجب الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي.
تطبيق قانوني للاستشارات الأسرية
في بعض الأحيان تمتد النزاعات الأسرية إلى الأطفال، بل يتطور الأمر لاستخدامهم كوسيلة للضغط على الطرف الآخر والنيل منه، وتتعدد إشكاليات الأطفال بين الرؤية والاستضافة والنفقة وغيرها من المشاكل التي يثيرها أحد الأطراف ضد الطرف الآخر عندما يقع الأمر تحت طائلة القانون.
ولاشك أن عدالة القانون المصري تقتضي الموازنة بين الطرفين بعد الطلاق سواء في الحقوق أو الواجبات وذلك لضمان حياة كريمة للطفل، وقد تهدر حقوق البعض نتيجة عدم معرفتهم بمقتضيات القانون تجاه المشكلة القائمة، لذلك وفرنا لكم من خلال قسم الاستشارات القانونية الأسرية في تطبيق قانوني إمكانية التعرف على الوضع القانوني الحالي في كافة الأحوال المتعلقة بقضايا محكمة الأسرة، وقانون الأحوال الشخصية.
تواصل الآن مع أحد أعضاء فريق الاستشارات الأسرية لدى تطبيق قانوني، وتعرف على حقوق وواجبات كل من الحاضن وطالب الرؤية من الناحية القانونية، والإجراءات الواجب اتخاذها لضمان رؤية الطفل في إطار قانوني دون إيقاع أي ضرر بالصغير.
